قائمة الموقع

شهران على وصول "كورونا" لغزة.. تصاعد الأعداد المصابة ينذر بانهيار المنظومة الصحية!

2020-11-06T12:12:00+02:00
فلسطين أون لاين

يعيش قطاع غزة الساحلي ومساحته لا تتعدى 365 كيلومترًا مربعًا، بتعداد سكاني يزيد عن مليوني نسمة، ظروفًا استثنائية منذ اكتشاف إصابات بمرض "كوفيد-19" الناتج عن فيروس "كورونا" المستجد، داخل المجتمع في 24 آب/ أغسطس الماضي، والذي تسبب بتداعيات خطيرة على الأوضاع الصحية والإنسانية في القطاع القابع تحت الحصار الإسرائيلي منذ 14 سنة متتالية.

ومع وصول الفيروس الذي صنفته منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة بأنه "جائحة عالمية"، فرضت ظروف جديدة على سكان القطاع علاوة على حالة الفقر وانتشار البطالة، وأجبرهم الفيروس على الالتزام بمنازلهم تنفيذًا لإجراءات السلامة والوقاية المتبعة التي أقرتها الجهات الحكومية بهدف حماية المواطنين.

وفي الوقت الذي التزام به مواطنون بإجراءات الوقاية وتشمل الحفاظ على التباعد الاجتماعي، واستخدام المعقمات وارتداء الكمامة، تعامل آخرون باستهتار كبير في التعامل مع هذه الإجراءات رغم نداءات الجهات الحكومية وغيرها من المنظمات الدولية العاملة بغزة، وهو ما رصده مراسل "فلسطين" في مناطق متفرقة.

ويقول علاء العطار، من سكان مدينة غزة، إن الالتزام بإجراءات الوقاية وسيلة أساسية لحماية نفسي وعائلتي من فيروس "كورونا".

وأضاف العطار لـ"فلسطين"، أنه منذ وصول "كورونا" لغزة وهو يلتزم بجميع الإجراءات، ولا يغادر منزله في حال حظر التجوال إلا في الحالات الطارئة، ولا يتجه بأي شكل من الأشكال للمناطق المصنفة من وزارة الصحة بأنها حمراء، نتيجة تفشي الوباء فيها.

وكانت وزارة الداخلية أعلنت مناطق متفرقة في محافظات قطاع غزة، منها منطقة التركمان بحي الشجاعية، شرق مدينة غزة، وحي الشيخ رضوان المكتظ سكانيًا في شمالي مدينة غزة، وأغلقت أجزاءً واسعة منها، قرابة أسبوعين قبل أن تقرر مؤخرًا إعادة فتح الشوارع الأساسية في هذه المناطق ضمن إجراءات التخفيف التي أعلنتها.

وطيلة الأيام الماضية، رصد مراسل "فلسطين" دوريات مسيرة للأجهزة الأمنية على مدار الساعة تنادي على المواطنين في أحياء مختلفة بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، ومتابعة المخالفين للساعات المسموح بها العمل من محال تجارية وغيرها.

وقال المواطن يسري الغول، إن نسبة عالية من المواطنين لديهم تراخي في الالتزام بالإجراءات الوقائية بسبب عدم وجودة حالات مستعصية بأعداد كبيرة، وبسبب عدم ظهور أعراض الإصابة بـ"كوفيد-19" على العديد من المصابين لاعتبارات صحية ترتبط بأن أهالي غزة مجتمع فتي تنحدر فيه نسبة من هم فوق الـ60 عامًا، إلى أدنى المستويات.

وفي حديث لـ"فلسطين"، أرجع الغول سبب عدم التزام المواطنين بإجراءات الوقاية إلى وصول الفيروس متأخرًا لغزة بعد ظهوره في الصين نهاية 2019، وهو ما يتيح الفرصة للفيروس للتحول والتغير ما قد يسبب ضعف كبير فيه.

وأضاف: تعامل مواطنون بتراخي مع الفيروس لأن نسبة عالية منهم يضطرون للخروج من منازلهم لتوفير قوت يومهم بسبب عدم وجود مصادر دخل ثابتة في بلدٍ ليس لديها مقومات اقتصادية قادرة على اغاثة المواطنين، ولذلك لا يستطيع المواطنون الالتزام بالحجر طويلاً ويضطرون للخروج يوميًا وتجاوز المناطق الحمراء.

وتابع: أن نسبة عالية من المواطنين لا تشعر بنوعٍ من المسؤولية لأنها في حالة موت أصلاً بسبب الحصار وعدم توفر فرص العمل، والأمراض المنتشرة كالسرطان وغيرها نتيجة الحصار والاحتلال، لذلك هؤلاء المواطنين يشعرون بأن الفيروس بسيط أمام كل ذلك.

لكنه في ذات الوقت لا يرى الغول أن في ذلك مبررات لعدم الالتزام بإجراءات الوقاية، مطالبًا الجهات الحكومية بغزة والضفة الغربية، بإعادة الراتب كاملاً للموظفين بما ينعكس ايجابًا على المجتمع عامة، وتوفير مقومات اقتصادية للمواطنين وتعزيز صمودهم.

من جهته، قال مدير المستشفى الأوروبي الدكتور يوسف العقاد: إنه منذ وصول الجائحة لغزة، تم تخصيص المستشفى الأوروبي لاستقبال الحالات المصابة بمرض "كوفيد-19"، بما يضمن تحويل جميع الحالات المصابة من مختلف محافظات قطاع غزة، خاصة التي تعاني من الفيروس وتصنف أنها متوسطة أو حرجة أو تحتاج عناية طبية مكثفة.

وأضاف العقاد في تصريح لـ"فلسطين"، أنه بسبب أعداد المصابين التي بدأت تتزايد بوتيرة متسارعة، أصبح المستشفى يستقبل الحالات التي تعاني من وضع صعب وتحتاج إلى عناية مكثفة.

وعدَّ ذلك "مؤشر خطير أمام الجميع، وينبغي علينا أخذ درجات الحيطة والحذر واتباع إجراءات السلامة والوقاية اللازمة حفاظًا على صحة الجميع وحتى نتمكن من استيعاب أعداد المرضى الذين يتوافدون للمستشفى".

وتابع "لا زال المستشفى قادر على استيعاب الأعداد المتزايدة لكننا نحذر من أنه إذا بقت الوتيرة على هذا النحو فحتمًا سنصل إلى مرحلة ليس بعيدة خلالها لن نكون قادرين على استيعاب المزيد من المرضى".

وأكمل: أن "المسؤولية تقع بشكل أساسي على وعي المواطن وثقافته، مع ضرورة الحفاظ على نفسه وأهله ومجتمعه من خلال اتباع إجراءات الوقاية".

واستدرك مدير المستشفى الأوروبي؛ أن امكانياتنا ما زالت مناسبة وكافية للتعامل مع المصابين حاليًا، ولا زالت المستلزمات الطبية متوفرة، لكن إذا بقي الوضع بغزة كما هو عليه وتسارعت وتيرة الإصابات بـ"كوفيد-19"، سنكون أمام وضع حرج جدًا سيتخلله نقص في الإمكانيات والأدوية والمستهلكات والمستلزمات الطبية.

من جهته، قال مدير دائرة الطب الحرج بوزارة الصحة بغزة إياد أبو كرش، إن أعداد الإصابات الخطيرة بمرض "كوفيد-19" تشهد ازديادًا ملحوظًا مقارنةً مع الأسابيع الماضية.

وأضاف أبو كرش في تصريحات صحفية، أننا كنا نتحدث سابقًا عن نسبة إشغال لأسرة العناية المركزة لا تتجاوز 7 أسرة من أصل 50 سريرًا مخصصة للحالات الخطرة المصابة بـ"كوفيد-19"، لكن اليوم نتحدث عن 20 حالة منها 9 حالات تحت أجهزة التنفس؛ وهذا مؤشر خطير على تطور الحالة الوبائية.

وتوقع أن تتجه الأمور نحو الاسوأ، مما يؤثر على القدرة السريرية للعناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي في مستشفى غزة الأوروبي.

اخبار ذات صلة